فصل: الثالثة‏:‏ الطمأنينة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


لو اعتدى عليه شخص فأخذ ماله أو أنتهك حرمته ثم أحتج بالقدر، وقال‏:‏ لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم يقبل حجته‏.‏ فكيف لا يقبل الإحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى‏؟‏ ‍

ويذكر أن- أمير المؤمنين - عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفع إليه سارق استحق القطع، فأمر بقطع يده فقال‏:‏ مهلًا يا أمير المؤمنين، فإنما سرقت بقدر الله‏.‏ فقال‏:‏ ونحن إنما نقطع بقدر الله‏.‏

وللإيمان بالقدر ثمرات جليلة منها‏:‏

الأولى‏:‏ الاعتماد على الله تعالى

عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء بقدر الله تعالى‏.‏

الثانية‏:‏ أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده

لأن حصوله نعمة من الله تعالى، بما قدره من أسباب الخير، والنجاح، وأعجابه بنفسه ينسيه شكر هذه النعمة‏.‏

الثالثة‏:‏ الطمأنينة

والراحة النفسية بما يجرى عليه من أقدار الله تعالى فلا يقلق بفوات محبوب، أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي له ملك السماوات والأرض، وهوكائن لا محالة وفي ذلك يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ‏}‏ ‏[‏سورة الحديد، الآيتان‏:‏ 22-23‏]‏ ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن اصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له‏)‏ ‏[‏رواه مسلم ، كتاب الزهد والرقائق باب‏:‏ المؤمن أمره كله خير‏.‏‏]‏ رواه مسلم‏.‏